Page 23 - Al-Ahella (Arabic)
P. 23

‫ونح�سبهم عند الله في �أعالي الجنان �شهداء‪،‬‬
                                                                                                                                       ‫ودع�ا ًء خال�ص ًا أ�ن يجبر ‪ -‬جل وع�ال ‪ -‬ك�سر‬
                                                                                                                                       ‫الم�صابين‪ ،‬ويردهم إ�لى �أهلهم �سالمين غانمين‪.‬‬

                                                                                                                                            ‫على الرحب وال�سعة‬

                                                                                                                                       ‫و أ����ض��اف خ��ادم الح�رم�ني ال���ش�ري�ف�ني‪:‬‬
                                                                                                                                       ‫ي�سعدني أ�ن أ�رح��ب بكم في اجتماع الج�الل‬
                                                                                                                                       ‫للزمان والمكان‪ ،‬حيث تتوافد ح�شود الم�سلمين ‪-‬‬
                                                                                                                                       ‫على الرحب وال�سعة ‪ -‬في هذه الأيام المباركة‪،‬‬
                                                                                                                                       ‫ألداء ن�سكهم‪ ،‬تحت�ضنهم قلوبنا بالحفاوة‪،‬‬
                                                                                                                                       ‫ويتفي�أون ال�راح�ة والي�سر فيما ت�شهدون من‬
                                                                                                                                       ‫ه�ذه الم���ش�اري�ع ال�ع�م�الق�ة‪ ،‬ال�ت�ي ت�وا��ص�ل بها‬
                                                                                                                                       ‫المملكة العربية ال�سعودية ديدنها في تطوير‬
                                                                                                                                       ‫الحرمين ال�شريفين والم�شاعر المقد�سة‪ ،‬وتبذل‬
                                                                                                                                       ‫لها ق�صارى الجهد والم�ال طاعة وامتثال ًا لله‬
‫والم�ضللون وك�ذا الح�اق�دون المغر�ضون على ‪23‬‬                                     ‫وق��ال ‪-‬حفظه الله– �إذا ك�ان ا إلع�ل�ام‬               ‫و�أداء ألمانتها التي �شرفها بها ‪ -‬جل وعلا ‪-‬‬
             ‫ا إل��س�الم والم�سلمين غاياتهم في ا�ستقطاب‬                          ‫التقليدي القديم‪ ،‬قد لعب دور ًا في توجيه الر أ�ي‬       ‫في خدمة الحرمين ال�شريفين وتذليل ال�سبل‬
             ‫ال�شباب واختطاف عقولهم والتغرير بهم عبر‬                             ‫العام‪ ،‬والت أ�ثير في المكون الفكري ل إلن�سان‪ ،‬ف�إن‬
             ‫ه�ذا ا إلع�ل�ام الج�دي�د‪� ،‬إم�ا لانتهاج التطرف‬                      ‫ا إلع�الم الجديد ب أ�نماطه وقنواته المتعددة‪،‬‬                       ‫للحجاج والزوار والمعتمرين‪.‬‬
             ‫في دينهم أ�و لاان�سلاخ عنه‪ ،‬حتى ر أ�ينا ‪ -‬بعين‬                      ‫و�سيولة حركته وانت�شارها عبر البث الف�ضائي‬            ‫وق�ال‪ :‬لا م�راء في �أن ال�شباب هم الثروة‬
             ‫ا أل��س�ى ‪ -‬بع�ض �شبابنا ‪ -‬في عمر ال�زه�ور ‪-‬‬                        ‫الوا�سع الم�دى‪ ،‬والهواتف و�أجهزة لاات�صالات‬           ‫الحقيقية في ك�ل �أم��ة‪ ،‬فهم ا ألغلبية ع�دد ًا‪،‬‬
             ‫ي�ساقون �إلى تفجير أ�نف�سهم في أ�كثر من موقع‬                        ‫ال�ذك�ي�ة الم�ت�ط�ورة ال�ت�ي �أ�صبحت في متناول‬        ‫والطاقة النا�شطة المتجددة دوم� ًا‪ ،‬التي تمثل‬
             ‫لبيوت الله ويقتلون الركع ال�سجود!! وفي المقابل‬                      ‫الجميع‪ ،‬قد ت�سيد الموقف حتى �أ�صبح اللاعب‬             ‫ع�صب التنمية وذخيرتها‪ ،‬في عالم ي�شتد فيه‬
             ‫ر أ�ينا بع�ض ا ألق�الم الم��أج�ورة الم�وت�ورة تركب‬                  ‫الأول والأخطر ت�أثير ًا في تر�سيخ ما يبثه من‬          ‫وطي�س التناف�س بين ا ألمم‪ ،‬لبناء ح�ضارتها‬
             ‫الموجة فتتهم ا إل�سلام ب أ�فعال ه�ؤلاء وتدعو �إلى‬                   ‫قيم وقناعات لدى ال�شباب خا�صة‪ ،‬باعتبارهم‬              ‫على اقت�صاد المعرفة الذي أ��صبح لغة الع�صر‬
                                   ‫لاان�سلاخ عنه!!‪.‬‬                              ‫ال�شريحة ا ألك�رب تعامل ًا معه‪ ،‬وا ألك�رث ت أ�ثير ًا‬  ‫بلا منازع‪ ،‬ومن يتخلف فقد حكم على نف�سه‬
                    ‫�إدراك الخطر‬
                                                                                                           ‫وت�أثر ًا به‪.‬‬                           ‫بالقعود خلف م�سيرة القافلة‪.‬‬
‫و�أكمل المليك في كلمته‪ :‬لقد أ�دركت رابطة‬
‫العالم ا إل�سلامي هذا الخطر المحدق بالأمة‬                                              ‫المعرفة الإيجابية‬                                       ‫�سباق محموم‬
‫ودي�ن�ه�ا الح�ن�ي�ف‪ ،‬فعقدت ال��دورة العا�شرة‬
‫لم��ؤتم�رك�م الم��وق��ر ع�ل�ى ع��ن��وان "م�شكلات‬                                 ‫و�أك�د خ�ادم الحرمين ال�شريفين �أن�ه مع‬               ‫و أ��شار خادم الحرمين ال�شريفين في كلمته‬
‫ال�شباب الم�سلم في ع�صر العولمة"‪ ،‬ثم تابعت‬                                       ‫الت�سليم ب��أن التوجه ال�صحيح لهذا الإع�الم‬           ‫�إلى أ�نه في خ�ضم هذا ال�سباق المحموم‪ ،‬يتوجب‬
‫الح�ادي�ة ع���ش�رة على‬  ‫ااملل��عووطل��م�ضرة�"وقعوبعه"اقالدتهدحيوداريلتا�يوهت�ما‬  ‫المن�ضبط بال�صدقية وال�شفافية والحقائق‬                ‫على أ�مة الإ�سلام أ�ن ت�ؤهل �شبابها‪ :‬علم ًا وتقنية‬
‫الإع�الم�ي�ة في ع�صر‬                                                             ‫الموثقة‪ ،‬يحقق انت�شار المعرفة الإيجابية المفيدة‬       ‫وفكر ًا‪ ،‬بما يمكنها من تحرير موقعها الريادي‬
‫تنفذ إ�لى عمق معالجة‬                                                             ‫للإن�سانية جمعاء‪ ،‬بالتوا�صل بين الأمم مع‬              ‫في عالم اليوم‪ ،‬ا�ستئناف ًا لدورها التاريخي في‬
‫الم�شكلة بانعقاد م ؤ�تمركم الآني لبحث مو�ضوع‬                                     ‫م�ستجدات الع�صر‪ ،‬وتحرير انتقال المعلومة‬               ‫�سالف عهدها‪ .‬وبموازاة ذلك‪ ،‬عليها تح�صين‬
‫"ال�شباب الم�سلم وا إلعلام الجديد" وتجمع له‬                                      ‫النافعة بين أ�رج��اء الأر���ض‪ ،‬إ�لا �أن ت�أثيراته‬     ‫م�سيرتهم عقائدي ًا‪ ،‬ب�ال�ت�زام منهج �صحيح‬
‫هذه النخبة من العلماء الأجلاء المتخ�ص�صين‬                                        ‫ال�سلبية الخطيرة وعواقبه الوخيمة‪ ،‬في توجهه‬            ‫الإ�سلام‪ ،‬القائم على الو�سطية ولااعتدال ونبذ‬
‫وتنتقي المحاور الكفيلة بت�سخير جهودهم في‬                                         ‫ال�ت��آم�ري الخ�اط�ئ والم�ت�ع�م�د ��ض�د ا إل��س�الم‬   ‫التطرف والغلو والمغالاة‪ ،‬وما يترتب على ذلك‬
‫مجابهة هذا التحدي الخطير ال�ذي يواجهنا‬                                           ‫والم�سلمين (خا�صة) لي�ست بالهينة‪ ،‬لأنه تيار‬           ‫من عواقب وخيمة على الأم�ة‪ ،‬وي�شوه �صورة‬
‫جراء الغزو الفكري الذي يترب�ص بنا في منابر‬                                       ‫(ع��ولم��ي) ي�ع�ج ب�ال�غ�ث وال���س�م�ني مم�زوج�ني‬     ‫ديننا الإ��س�الم�ي ال�ق�ويم في عيون ا آلخ�ري�ن‪.‬‬
‫هذا ا إلعلام الجديد‪� ،‬سواء من داخلنا‪� ،‬أو بفعل‬                                   ‫مع ًا‪ ،‬بحيث ي�صعب على العامة وقليلي العلم‬             ‫كما عليها تح�صينهم وتحذيرهم ‪ -‬في الوقت‬
                                                                                 ‫والخبرة من ال�شباب (خا�صة) التمييز بينهما‪.‬‬            ‫ذات�ه ‪ -‬من لاان�صياع لدعاوى لاان�سلاخ عن‬
                                                                                                                                       ‫الدين‪ ،‬والطعن فيه واتهامه بالتطرف والجمود‬
‫وا��س�ت�ط�رد‪ :‬ل��ذا ف�ق�د وج��د ال���ض�ال�ون �أعدائنا في الخ�ارج‪ ،‬الذين يخططون لهزيمة‬                                                  ‫والتخلف‪.‬‬

‫العدد (‪ )28‬ذو الحجــة ‪1436‬هـ‬
   18   19   20   21   22   23   24   25   26   27   28