Page 63 - Al-Ahella (Arabic)
P. 63

‫بيعة العقبة ا ألولى‬                                                                                  ‫ال�رتم�ذي والن�سائي و أ�ب���وداوود وعند‬
                                                                                                                                                   ‫�أحمد وعبدالرزاق‪.‬‬

                                                                                                                                   ‫و�أ��ض�اف اللحيدان أ�ن�ه فيما يتعلق‬
                                                                                                                                   ‫بم�ك�ان البيعة‪ ،‬فهي ب�ين مكة المكرمة‬
‫في العام الح�ادي ع�شر من البعثة النبوية جاءت وفود من قبيلتي ا ألو�س‬                                                                ‫والمدينة الم�ن�ورة وه�ي �أق��رب �إلى مكة‪،‬‬
‫والخ�زرج‪ ،‬وهي من أ�ك�رب قبائل ي�ثرب‪ ،‬ج�اءوا من المدينة �إلى مكة‪ ،‬ف�سمعوا‬                                                           ‫وهي عن يمين ال�سائر �إلى المدينة المنورة‬
‫بدعوة ر�سول الله ف آ�منوا به و�صدقوه وفي العام الثاني ع�شر عادت جماعات‬                                                             ‫وع�ن �شمال ال�سائر إ�لى مكة المكرمة‬
‫منهم و أ�خ�ب�روا قومهم بما �سمعوا ور أ�وا‪ ،‬وبايعوا ر�سول الله البيعة الأولى‪،‬‬                                                       ‫فموقعها ف�وق ر�أ��س جبل م�ست ٍو وتحت‬
‫لوي�ُعسلمميهتمبايلعقةرا�آلنعاقلبكةراي ألمو‪.‬لوىا‪،‬جوتهطلدبوما�مصنعه �أبنبينر�عسمليرماعهجتمهتالدمًايذعهجميب ًا�صلعن�بشبر انلدعمعيورة‬  ‫ه�ذا الجبل الم�ستوي �شجرة م�ن �شجر‬
‫ا إل�سلامية و�سمي ب�أول �سفير في ا إل�سلام‪ .‬وبد�أ الإ�سلام ينت�شر في المدينة ف أ��سلم‬                                              ‫ال�سدر الم�شم�سة والتي لا يخرج منها ثمر‪،‬‬
‫�أبناء عمرو بن الجموح‪ ،‬و�أ�سلم بعدها عمرو بن الجموح نف�سه‪ ،‬ثم �أ�سلم الطفيل‬                                                        ‫ألن بع�ض �شجر ال�سدر يخرج منه النبق‬
‫ابن عمرو وهو �سيد قبيلة دو�س وذهب الطفيل يدعو في قومه حتى �أ�سلمت قبيلة‬                                                            ‫�أو ما ي�سمى بالعطري‪ ،‬وقيل �إنها �شجرة‬
‫دو�س جميع ًا و�أتى بهم يبايعون ر�سول الله‪ .‬وانت�شر الإ�سلام انت�شار ًا هائل ًا ذلك‬                                                 ‫طلع‪ ،‬وه�ذا هو ا أل��ص�وب وكانت �شجرة‬
                                                                                                                                   ‫طائفة وفيها طول وكان لها ظل وكانت‬
                         ‫العام بعد تكذيب كفار مكة ومحنة الطائف‪.‬‬                                                                    ‫�شجرة مميزة يعرفها ال�سائرون �إلى مكة‬

                                                                                                                                               ‫المكرمة والمدينة المنورة‪.‬‬
                                                                                                                                   ‫وا�ستطرد اللحيدان‪ :‬و أ��صل البيعة‬
                                                                                                                                   ‫أ�ن النبي ‪� -‬صلى الله عليه و�سلم ‪ -‬لما‬
‫�أراد أ�ن يذهب �إلى مكة المكرمة حاول ‪63‬بيعة العقبة الثانية‬
                                                                                   ‫أ�ن ير�سل عمر فقال عمر يا ر�سول الله‬
                                                                                                                                   ‫�أن بيني وبين القوم (ترة) يعني عداوة‪.‬‬
‫في العام الثالث ع�شر من الدعوة ا إل�سلامية‪� ،‬أتى من المدينة (يثرب حينئذ)‬                                                           ‫وح�اول �أن ير�سل آ�خ�ر ولكن هذا الآخر‬
‫ثلاثة و�سبعون رجل ًا وامر�أتان من قبيلتي ا ألو�س والخزرج‪ ،‬فجل�سوا مع ر�سول‬                                                         ‫ذك�ر كما ذك�ر عمر و أ���ش�ري على النبي‬
‫الله واتفقوا معه على ت�أييده في دعوته‪ .‬ثم �إنهم بايعوه على أ�ن يحموه ومن معه‬                                                       ‫�صلى الله عليه و�سلم �أن ير�سل عثمان‬
‫كما يحمون �أبناءهم و إ�خوانهم ولهم الجنة‪ ،‬ودعوا ر�سول الله لزيارة مدينتهم‬                                                          ‫ر��ض�ي الله ع�ن�ه‪ ،‬ف�� إ�ن ل�ه م�ن�زل�ة ل�دى‬
‫فقبل دعوتهم أل�سباب عديدة منها‪� :‬أن ر�سول الله كان يريد بلد ًا �آمن ًا لين�شر‬                                                      ‫قري�ش‪ ،‬وفعل ًا أ�ر�سل عثمان ر�ضي الله‬
‫ر�سالة ربه عز وجل‪ ،‬أ�ما �أهل يثرب فقد وجدوا في هذه البيعة حلف ًا �سيا�سي ًا يقوي‬                                                   ‫عنه ولكن عثمان ت�أخر‪ ،‬والوحي هنا لم‬
‫�ش�أنهم �ضد اليهود و إ�جلائهم عن �أرا�ضيهم ويخفف العداوة بين أ�هل يثرب من‬                                                          ‫ينزل بعد‪ ،‬ولم يذكر الحيثيات ولم يذكر‬
‫الأو�س والخزرج‪ ،‬بجانب هذا في المدينة بيت �أخوال ر�سول الله وقبر أ�بيه عبدالله‬                                                      ‫لماذا ت أ�خر عثمان‪ ،‬هنا في هذه اللحظة‬
                                                                                                                                   ‫حينما خاف النبي �صلى الله عليه و�سلم‬
   ‫وفي منت�صف الطريق يوجد قبر �أمه آ�منة بنت وهب فهي كذلك �صلة رحم‪.‬‬                                                                ‫على عثمان‪ ،‬بايع ال�صحابة النبي �صلى‬

‫يرجعوا �إلى الكتب ا ألربعة و�أن يرجعوا‬        ‫ب�أثر �صحيح المكان تعيينه‪� ،‬إنما ت�صرفات‬                                             ‫ااََوَفعللَأ�َعَللِثِلنهها ََبمالموُْهَُلعمْلْؤ�ماذيِملِيَهفِنْتفيك ًوَُنحق�ُالقسِ�إاولَِْقبذلِِمره ُييتْ َمًببععاااَلِفيل�أَُع{ىْنى‪.‬و َ‪َ:‬زنا ََللك}اجَللحََهق�َّاْْستد ِدكَ َيتر َنف ِاَ�ةيلض�شَََّعي�َلسَْياجبِهَيلر ُِْةللم‬
‫�إلى م�ا ذك�ره العيني واب�ن حجر واب�ن‬         ‫من بع�ض الم ؤ�رخين تحتاج إ�لى الأ�سانيد‪.‬‬
‫رجب والكرمانى‪ ،‬لأنهم غالب ًا ينظرون‬           ‫�أم��ا الم���س�ج�د الم��وج��ود بم�ا ي�سمى‬
‫الم��ك��ان وي�ن�ظ�رون الم��واق��ع وي�ن�ظ�رون‬  ‫م�سجد البيعة �أو م�سجد العقبة‪ ،‬فقال‬                                                  ‫وق�ال ال�شيخ اللحيدان البيعة إ�نما‬
‫الح�الات والظروف من حيث الأ�سانيد‬             ‫اذلاتد�كهت‪،‬ولركانلهلحقيدداينك‪:‬ونلاق�أريظبنًاهمنفيه‬  ‫ال�شيخ‬                           ‫تمت من أ�ج�ل ن�صرة هذا الدين لا من‬
‫لا من حيث مجرد ما يذكره ابن جرير‬                                                                  ‫المكان‬                           ‫أ�جل الغلبة على قوم �أو فريق على فريق‪،‬‬
‫وابن برهان الدين‪� ،‬أو يذكره ابن كثير‬          ‫إ�م��ا م�ن ِ ق�ب�ل مكة المكرمة �أو م�ن ِقبل‬                                          ‫موجودة‬       ‫وم�ؤمككادنًاهاأ� بنالاتل�حشدجيردةليا� آلسنملعير�وسف ًات‬
‫وغيره �إنما يعتمدون بعد الله جل وعلا‬          ‫المدينة المنورة‪ ،‬فلذلك �أن�ا �أن�صح كافة‬                                             ‫�أبد ًا فلم‬
                              ‫يرد بن�ص �صحيح المكان تعيينه ولم يرد الإخباريين الذين يذكرون الم�واق�ع‪� ،‬أن على ا أل�سانيد‪.‬‬

‫العدد (‪ )28‬ذو الحجــة ‪1436‬هـ‬
   58   59   60   61   62   63   64   65   66